تُعد مجالس العزاء جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي في العديد من المجتمعات، حيث يجتمع الناس لمواساة أهل الفقيد وتقديم الدعم لهم. في السنوات الأخيرة، لوحظ تحول في طبيعة الضيافة المقدمة في هذه المجالس، إذ أصبحت "الأطعمة واللقيمات والمشروبات" جزءًا أساسيًا ومكثفًا من موائد العزاء، متجاوزةً بذلك الدور التقليدي البسيط لتقديم الماء والتمر. هذا التغيير يثير تساؤلات حول تطور العادات الاجتماعية ومدى تأثيرها على مفهوم العزاء.

تاريخيًا، كانت موائد العزاء تقتصر على أبسط أشكال الضيافة، تعبيرًا عن الحزن والتواضع، ولتخفيف العبء عن أهل الفقيد الذين يكونون في حالة حداد. ولكن مع مرور الوقت، وتغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية، تطورت هذه العادات. اليوم، يحرص الكثير من المضيفين على توفير تشكيلة واسعة من الأطعمة الخفيفة، والحلويات التقليدية مثل اللقيمات، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من المشروبات الساخنة والباردة. هذه الممارسات، وإن كانت بدافع الكرم والترحيب بالمواسين، قد تُشكل في بعض الأحيان عبئًا إضافيًا على أهل العزاء، أو تُغير من جو الحزن والوقار الذي يُفترض أن يسود المجلس.

يعكس هذا التوسع في الضيافة تحولًا في طبيعة المناسبات الاجتماعية بشكل عام، حيث أصبحت المظاهر تلعب دورًا أكبر. النقاش حول هذا التغيير يدور حول مدى ملاءمته لجو العزاء، وهل يُسهم في تعزيز الغاية الأساسية للمواساة، أم أنه يضيف عنصرًا من التكليف والتكلفة على الأسر في أوقات حزنها. من المهم الموازنة بين كرم الضيافة والحفاظ على جو الوقار والبساطة الذي يتناسب مع طبيعة العزاء.

المصدر:

https://www.emaratalyoum.com/local-section/other/2025-07-10-1.1958538