يُعد تغيير زيت المحرك من أهم إجراءات الصيانة الدورية للحفاظ على أداء السيارة وعمر محركها. الزيت لا يقتصر دوره على تليين الأجزاء المتحركة داخل المحرك فحسب، بل يعمل أيضًا على تقليل الاحتكاك، تبريد المحرك، منع التآكل، وتنظيف الرواسب الناتجة عن عملية الاحتراق. ومع مرور الوقت والاستخدام، تتدهور خصائص الزيت الكيميائية والفيزيائية، مما يقلل من كفاءته في أداء هذه المهام الحيوية.
علميًا، يُفقد زيت المحرك فعاليته بعد فترة معينة نتيجة لتراكم الشوائب، وارتفاع درجات الحرارة داخل المحرك التي قد تتجاوز 120 درجة مئوية. وتشير الدراسات إلى أن زيت المحرك التقليدي يفقد أكثر من 30% من لزوجته بعد السير لمسافة 5,000 إلى 7,000 كيلومتر، وهو ما يؤدي إلى تقليل قدرة الزيت على تقليل الاحتكاك، وبالتالي ارتفاع حرارة المحرك واستهلاك الوقود.
كما أظهرت دراسة أجرتها “Society of Automotive Engineers (SAE)” أن القيادة بزيت متدهور تزيد من استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 5%، وتؤدي إلى تآكل أسرع في مكونات المحرك بنسبة 2% لكل 1,000 كم بعد تجاوز فترة التغيير الموصى بها. وتوصي معظم شركات السيارات الحديثة بتغيير الزيت كل 8,000 إلى 10,000 كيلومتر للزيوت التخليقية، وكل 4,000 إلى 6,000 كيلومتر للزيوت المعدنية، اعتمادًا على ظروف القيادة.
الإهمال في تغيير الزيت لا يؤدي فقط إلى ضعف الأداء، بل قد يسبب تلفًا دائمًا في المحرك. وتشير بيانات من شركات تأمين السيارات إلى أن حوالي 25% من أعطال المحركات في الشرق الأوسط تعود إلى تأخير تغيير الزيت أو استخدام زيت غير مناسب.
لذلك، فإن الالتزام بتغيير الزيت في موعده باستخدام النوع الموصى به من الشركة المصنعة لا يساهم فقط في تحسين كفاءة الوقود وتقليل الانبعاثات، بل يطيل أيضًا عمر المحرك ويوفر تكاليف الإصلاح على المدى الطويل.