في الربع المالي الأخير، أعلنت نيسان عن خسارة صافية قياسية بلغت ما بين ٧٠٠ و٧٥٠ مليار ين ياباني (ما يعادل نحو ٥.٢ مليار دولار) للسنة المنتهية في مارس ٢٠٢٥، متجاوزةً بكثير التوقعات السابقة التي كانت تقدّر الخسارة بنحو ٨٠ مليار ين فقط. هذا المستوى من الخسائر يجسد أسوأ أداء مالي تواجهه الشركة منذ تأسيسها، ويعكس تراجعاً حادّاً في الطلب على طرازاتها التقليدية ونقص القدرة على المنافسة في سوق السيارات الكهربائية والهجينة.

من جهة أخرى، بلغ إجمالي الدين المستحق على نيسان نحو ٢.٣ تريليون ين (ما يقارب ١١.٧ مليار يورو) حتى نهاية مارس ٢٠٢٥، في حين وصلت إيراداتها إلى ١٢.٦٣ تريليون ين، متراجعة بنسبة ٠.٤٪ مقارنةً بالعام السابق. أما أرباح التشغيل فقد تقلّصت إلى ٦٩.٨ مليار ين فقط، في انخفاضٍ ملموس مقارنةً بما كانت عليه الشركة قبل عامين، مما ضيّق هامش الربحية وأضعف قدرتها على تمويل عمليات التطوير دون اللجوء إلى اقتراض إضافي.

على صعيد الموارد البشرية والخطط التشغيلية، تستعد نيسان لتقليص طاقمها العالمي بنسبة تصل إلى ١٥٪، بما يعادل نحو ٢٠ ألف وظيفة، مع إغلاق سبعة مصانع منتشرة بين اليابان والولايات المتحدة وأوروبا قبل نهاية عام ٢٠٢٧. كما أطلقت الشركة حزم إنهاء الخدمة الطوعي لعمال بعض المصانع في أمريكا الشمالية وجمدت أي زيادات على الأجور أو الحوافز السنوية، في خطوة تهدف إلى خفض التكاليف التشغيلية لكنها قد تؤثر سلباً على الروح المعنوية للعاملين وجودة سلسلة التوريد.

على مستوى المبيعات، انكمشت شحنات نيسان العالمية بنسبة ٧.٨٪ في فبراير ٢٠٢٥ لتصل إلى ٢٥١ ألف سيارة تقريباً، واستمر الانخفاض في مارس بنسبة ٣.٤٪ وصولاً إلى ٣٥٣ ألف وحدة. وتتوقع الشركة مزيداً من الانخفاضات بنحو ٣٪ إضافية خلال العام الجاري، مع تراجع متوقع بنسبة ١٨٪ في السوق الصينية وثبات شبه كامل في أسواق أمريكا الشمالية واليابان، ما يرفع من صعوبة استعادة حصتها السوقية في مواجهة المنافسين الصينيين والأمريكيين.

في ضوء هذه الأرقام والتحديات المتراكمة، تواجه نيسان معضلة مزدوجة: كيفية تحقيق توفير مالي ملحوظ من جهة، وإطلاق طرازات جديدة قادرة على جذب المستهلكين والوفاء بمتطلبات التحول نحو السيارات الكهربائية من جهة أخرى. وإذا لم تتمكن الشركة من إيجاد معادلة توازن بين إعادة الهيكلة المالية وتحديث محفظتها الإنتاجية خلال الفترة القادمة، فقد ينذر ذلك بفقدان ثقة المستثمرين وتراجع شراكات التحالف، وربما يصل الأمر إلى صعوبات قد تقوض استقلال نيسان ككيان صناعي في المستقبل القريب.